قصة ملحمة جلجامش

قصة ملحمة جلجامش

 ملحمة جلجامش من أعظم الأعمال الأدبية ومن أقدمها. تم تأليفه لأول مرة في بلاد ما بين النهرين القديمة خلال أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد.

ملحمة جلجامش

كتبت أقدم قصة ملحمية في العالم قبل 1500 عام من كتابة هوميروس للإلياد. "ملحمة جلجامش" تحكي عن السومري جلجامش ، ملك أوروك البطل ، ومغامراته. تم اكتشاف هذه القصة الملحمية في أنقاض مكتبة آشور بانيبال في نينوى من قبل هرمزد رسام في عام 1853. كتبت هذه النسخة الأكادية في الكتابة المسمارية على 12 لوحًا طينيًا ، ويرجع تاريخ هذه النسخة الأكادية إلى حوالي (2750و2350) قبل الميلاد.

بداية الملحمة

كانت "ملحمة جلجامش" واحدة من أكثر القصص المحبوبة في بلاد ما بين النهرين. وفقًا للحكاية ، فإن جلجامش هو ملك شاب وسيم وقوي لمدينة أوروك. كانت والدته هي الإلهة نينسون ووالده الكاهن الملك لوغال باندا ، مما جعل جلجامش نصف إله. جلجامش هائج وحيوي ، لكنه قاس ومتغطرس في نفس الوقت. يتحدى جميع الشباب الآخرين في المسابقات الجسدية والقتال. كما يعلن حقه في الجماع مع جميع العرائس الجدد. يزعج سلوك جلجامش مواطني أوروك ويقررون الدعاء لإله "السماء العظيم آنو" للمساعدة في شأن ملكهم الشاب.

فبعد أن طغى وتمادى في التنكيل بأهل أوروك، لبّت الآلهة نداء استغاثة الأهالي وأرسلت لجلجامش رجلا قوي البنية، خلقته من طين، كثيف الشعر يعيش بالبرية مع الحيوانات عمد لإرهاب الصيادين بالغابات. وأمام هذا الوضع، اشتكى الصيادون لجلجامش وطلبوا منه تخليصهم من هذا الإنسان البري.

وأملاً في وضع حد لهذه المعضلة، أرسل جلجامش خادمة لإغراء إنكيدو الذي ما لبث أن أعجب بهذه المرأة وعاد معها لأوروك أين تعلم قوانين الحضارة وتخلص من حياته البرية.

وعقب معركة جمعته بإنكيدو، و التي فاز بها جلجامش، أعجب جلجامش بقوة هذا الرجل الذي أرسلته الآلهة فرفع منزلته وجعله صديقه المفضل والمقرب.

رحلة جلجامش و إنكيدو

فخلال إحدى المغامرات، أقدم جلجامش وإنكيدو على قتل حارس الغابة خومبابا متسببين في غضب الآلهة. وفي أثناء ذلك، أعجبت آلهة الجمال عشتار بقوة جلجامش وقررت الزواج منه.

وحاولت عشتار اغوائه، و لكن رفض جلجامش ذلك، أحست عشتار بالإهانة فطلبت من والدها الثأر لها عن طريق إرسال الثور المقدس الذي سرعان ما قتل على يد كل من جلجامش وإنكيدو.

سبب مقتل الثور غضب الآلهة، فقررت "الآلهة" الانتقام من جلجامش، لكن لم تكن قادرة على اذاء جلجامش، بسبب وجود في جسمه دم الآلهة، بشكل آخر. فعمدت لقتل صديقه إنكيدو، الإنسان العادي، الذي مرض ومات.

لوح لقصة ملحمة جلجامش

رحلة البحث عن الخلود

ومع وفاة إنكيدو، انتكس جلجامش لأيام وقرر فيما بعد البحث عن سر الخلود فتخلى عن ثيابه الفاخرة وارتدى أسمالا بالية وجلودا وانطلق للبحث عن رجل خالد لقب بالناجي الوحيد وعرف باسم أوتنابشتم قيل إنه نجا سابقا من طوفان هائل أجهز على البشرية.

إلى ذلك، وعقب اجتيازه للعديد من المصاعب، التقى جلجامش بأوتنابشتم الذي طلب منه البقاء مستيقظا لسبع ليالي لبلوغ الخلود.

وفشل جلجامش في هذا الاختبار وانهار. وعند مشاهدتها لحالة ملك أوروك المزرية، أشفقت زوجة أوتنابشتم عليه وأخبرته عن نبتة في عمق البحر قادرة على جعل العجوز شابا.

فعقب اجتيازه لمزيد من المصاعب وغوصه نحو القاع، عثر جلجامش على هذه النبتة الفريدة من نوعها وقرر تجربتها على شيخ من اوروك قبل استخدامها على نفسه. 

ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته فرجع جلجامش إلى أورك خالي اليدين وفي طريق العودة يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أورك فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل طريقة ليخلد اسمه. في النهاية تتحدث الملحمة عن موت جلجامش وحزن أورك على وفاته.

خاتمة

ملحمة جلجامش , و يمكن تسميتها ايضا اوديسة العراق القديم يضعها الباحثون و المؤرخون في شوامخ الادب العالمي. فهي أقدم نوع من أدب الملاحم البطوليّ في تاريخ جميع الحضارات , كما أنها أطول و أكمل ملحمة عرفها التاريخ.

و الحديث يطول عن اهمية و روعة هذه التحفة الادبية فعشرات المقالات و الدراسات لن تغني عن قراءتها و التعمق في معانيها كلٌّ من زاويته .

تظهر الإعلانات هنا

تعليقات

الأرشيف